نجمــة تشتكـــي قســوة

نجمــة تشتكـــي قســوة

حـين انتصـف الليل ...وهـدأ الكـون ومن فيـه ...تسللت خلسة أنا وكـبريائـي ...إلـى سطـح قصـري...واستلقيـت لا من ضـوء ...سوى ضـوء النجمات...وتأملت في صنع الخالق وخلقه وقـدرات...تعالـى ربنا عـز وجـل سبحانه ...قد زينـت النجمـات سمـائه .....

وأنا فـي عمـق هـدوئـي ...أصغـي لصمتـي وسكـونـي ...إذا بإحـدى النجمـات ...تقترب من مـداي ...وترسل شعاعها الفضـي ...فيكشف عن ملامحـي ...ولكنه شعاع فضـي باهـت ... تنقصـه القـوة ...سألت:مابال شعـاعـك الليلة يانجمـة؟...قالت:هـو يشتكــي من قهـره القسـوة ...قلت بعجـب: نجمـة تشتكـي القسـوة !!...قالت:نعم وفي الصـدر جمـرة ولوعـة ...قلت:أقسمـت عليـك أن تخـبرينـي ...قالت: أخشـى إن قلت أن تحـزنـي ...قلت: لاعليـك ، للحـزن أنا لن أنثنـي .....

.....قالت: إذاً فاسمعــــي.....

حال الأمـة أصبـح مـزدري ....أصبـح مـن ضعفـه يشتكـي ....يرجـون ذلا أن ينجلـي ....وهم بينهـم بينهـم في اختـلاف ....يـدعـون إئتـلاما وإئتـلاف .... ويأملـون للظلـم والذل انبـلاج ....ويحلمـون بانتصـار كبـير وهـاج ....فانظـري لحـال التناقـض كيـف يهـاج ....
كانـت تحكـي ودمـوعـي تنسـاب بهـدوء ....واصلـت قائلة:ألهتهـم الدنيـا وفتنتهـا ....وحال الملذات وشهـواتها ...وحال التقلـيد والتشبيـه ومذلاتهـا ....الحال أصبـح من يأسـه عليـل ....ومـن صمتـه سحقا له بات ذليـل ........
إذا بدموعـي وقتهـا تئـن في حـرقه ....فحضـر من أنينهـا القمـر في سـرعـة ....وقال قـد سمعـت كل فصـول القصـة .... وأنتـي يانجمـة قـد نظـرتي لجانب الظلمـة .... وأطلقت في ذلك حكمـا قمـة هـو في الحلكـة ....الحـال ليس كمـا تـدعـين ....الحـال أبـدا ليس كمـا تـريـن .....
انظـري لحال تلك الأم رافعـة يديهـا ...تبكـي وتـدعـي ...وانظري لحال ذلك الشيـخ الوقـور ...قـائم بالليل يصلـي ...بل وأنصتتي معـي لذلك الرجـل يقـرأ القــرآن ...يتلـو ويرقــي ... وانظـري واستشعـري حال تلك الأسـرة الفقـيرة ... وقد غلبتهـا مشاعـر السعـادة والحـيرة ... فقد وجـدت عنـد بابهـا غذاء وثياب ومـؤنة ...ولا تـدري عـن مرسلهـا أو مسـؤوله ...واسمعـي لذلك الصـوت الشجـي ...يطلب للمسلمــين هـداية ... وللمريـض شفـاء وكفـاره ... وللأسـير فرج وسعـادة ... وللمـدين قضـاء وراحـة ... وللسـائـل غنـى وكفـاية ...وللمـوتـى رحمـة وغفـران ...وأن يرضـى عليهـم ربهـم ... ويدخلهــم جنتــه ... وأن يثبتنـا نحـن دوما... علـى الإسـلام والـدين والقـرآن ... واسمعـي لتـلك الجمـوع المـؤلفـة ... تصطـف خلفـه فـي خشــوع مرتبـة ... اسمعـي تقـول آمــــــين ..آمــــــين ... نرجـوك ربنـا فلا تردنـا خـائبــــين ...

الخـير يانجمـة فـي كل مكـان .... الخـير ليس له وقـت أو زمــان .... كماهنـاك الشـر .... هنـاك الخـير ....وكما هنـاك الحـزن .... هنـاك السعـادة ....وكما هنـاك الخيـال .... هنـاك الحقيقــة .... وكما هنـاك القسـوة .... هنـاك الليـن ....
ينبغـي أن لا تنظـري للأمـور مـن زاويـة ... فبـذلك أنتـي فـي حكمـك جـائـرة ... وانظـري للأمـور بمـرونـة ... فستسعـدين دومـا بآرائـك مـوزونـة ...

وقتهـا ارتسمـت علـى وجهـي ابتسـامة الرضـى .... ومشـاعـر الراحـة للكـبرياء والإبـــى .... ونزلـت عـن سطـح قصـري .... قـائلـة فــي نفســــي: .... الآن أستطــيع النـوم .... الآن أستطـــيع .......